عرض المقال
هل يعرف الإخوان فضيلة الندم؟ (1)
2013-09-08 الأحد
الندم فضيلة يتميز بها الإنسان الذى كلما ارتقى فى سلم الحضارة زاد لديه تأنيب الضمير وزادت لديه جرعة الندم، وكلما كان ترمومتر الندم حساساً كان التغيير محسوساً، وكما يتحضر ويتقدم ويتعلم الإنسان بمرونته الفكرية وقدرته على الندم، كذلك المجتمعات كلما ندمت على أخطائها وخطاياها كان إيقاع انضمامها إلى ركب الحضارة سريعاً، ومن الإنسان والمجتمعات إلى الجماعات والتنظيمات التى تموت وتذبل عندما تفقد هورمونات الندم وإنزيمات الضمير وترتقى وتنمو كلما كان جرس الندم عالياً مزعجاً، وإن لم تمت وتذبل تلك التنظيمات التى لا تعرف الندم فإنها تسلك مسلكاً آخر وهو التقوقع والشرنقة واجترار الكراهية والعدوانية واستخدام العنف والتدمير والتحول من طاقة المفروض أنها منتجة إلى طاقة مخربة، وأعظم ما يقتل فضيلة الندم هو القدرة على التبرير وإدمان الكذب، فقدرة ماكينة التبرير على اختراع مبررات لكل حماقة يجعلك دائماً على قناعة تامة بأنك الصح وغيرك الخطأ، وإدمان الكذب يميت ضميرك ويجعلك تعيش فى عالم افتراضى من نسج خيالك المشوش، والإخوان قوم لا يعرفون الندم يمتلكون غدة تبرير نشطة متورمة تفرز فى شرايينهم قدرة إعجازية على قول الشىء ونقيضه فى نفس اللحظة وبمنتهى راحة الضمير، أما القدرة على الكذب وإدمانه فحدث ولا حرج، والقارئ الذى عاش معنا العامين الماضيين يستطيع أن يكتب مجلدات فى هذا الفرع أفضل منى ألف مرة!، حاولت تطبيق ذلك الفرض عملياً وقلت سأختار بمناسبة تفجير موكب وزير الداخلية حادثاً شبيهاً تم فيه التحقيق ومعرفة الجانى والتأكد من أنه إخوانى صميم، وهو حادث اغتيال النقراشى وأعرف هل هم يحسون بالندم على قتله؟، هل ساورتهم لحظة تأنيب ضمير بعد مرور كل هذه السنوات على اغتيال هذا السياسى العظيم فى جريمة لا يستطيعون منها فكاكاً؟، ماذا يكتب الإخوان كتبرير لهذا الاغتيال الخسيس؟، الغرض بالطبع ليس النبش فى قبور الماضى ولكن الاستفادة من هذا التاريخ فى قراءة الحاضر واستشراف المستقبل، والرد على سؤال التصالح مع الإخوان بعد أن عرفوا غلطتهم وأحسوا بالندم كما يدعى دعاة المصالحة، وأيضاً توقع القادم وهل سيكون اغتيال الوزير هو الحادث الأخير نتيجة للندم الذى سيحسون به أم سيستمر مسلسل الغباء ألف ليلة وليلة؟، هذه الأسئلة سأجيب عنها غداً عندما أقرأ لكم كيف يبرر الإخوان اغتيال النقراشى لتعرفوا أن فضيلة الندم بضاعة منتهية الصلاحية عند الإخوان لم تصل إلى مخازنهم، وإن وصلت سرعان ما يتم تشوينها فى المخازن الإخوانية حتى تفسد من عدم الاستعمال.